علامات الساعة الصغرى


علامات الساعة الصغرى

علامات الساعة الصغرى


بعد موجة الجدل الشديدة التي أثيرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع السوشيال ميديا عن ظهور القمر في السماء وهو يبدو "شبه مكتمل" في طور البدر باليوم الثاني عشر من شهر رمضان، في ظاهرة تعرف بـ(انتفاخ الأهلة)، وما تسبب ذلك في إثارة آراء وتعليقات الكثيرين حول ارتباط هذه الظاهرة بعلامات الساعة الصغرى، وهل هناك بالفعل الكثير من علامات القيامة الصغرى التي تحققت؟


تعرف ظاهرة انتفاخ الأهلة في اللغة- حسب ما ذكره ابن الأثير وغيره من أصحاب اللغة- أن يُرى الهلال ساعة طلوعه لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب، فيظن أنه ابن ليلتين، بينما هو في الليلة الأولى، والعرب تقول: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئي قبل ذلك
فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة) - صحيح الجامع
وكما أخبرنا القرآن الكريم منذ آلاف السنين باقتراب الساعة، وحدثنا في أكثر من موضع، كما جاء في سورة القمر (آية: 1): {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}، وكذلك قوله تعالى في سورة محمد (آية: 18): {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}
وأوضح لنا النبي- صلوات الله عليه - في أحاديث عدة عن اقتراب القيامة، وأن هناك أشراطاً حدثت بالفعل، وفي الصفحات القليلة القادمة نذكر بعض علامات الساعة الصغرى التي تحققت بالفعل في ضوء الكتاب والسنة



ما هي علامات الساعة الصغرى؟

علامات الساعة كثيرة، الصغرى علاماتها كثيرة، منها ما تقدم في حديث جبرائيل، أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر جبرائيل أن من أشراطها: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، يعني من أشراطها الصغيرة كثرة الإماء، واستيلاد الإماء كما قد وقع في العرب وغيرهم، ومن أشراطها التطاول في البنيان والتكلف في البنيان، وإطالة القصور، وهذا وقع من زمن طويل، ومن أشراطها قلة العناية بالدين، وإقبال الناس على الدنيا، وعدم العناية بأمر الدين، كل هذا من أشراطها، ومن دلائل قربها، قلة العلم وكثرة الجهل، وهذا وقع من زمن طويل، كذلك من أشراطها خروج نار في الحجاز تضيء أعناق الإبل في بصرى في الشام، وقد وقعت هذه النار خرجت في المدينة عام أربع وخمسين وستمائة واستمرت مدةً طويلةً مدة أيام في المدينة في الحرة، كل هذا أمر معلوم ذكره المؤخرون وجاءت به السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأشراطها الصغيرة الكثيرة وقد وقع منها الشيء الكثير. أما أشراطها الكبيرة فتأتي منها خروج المهدي المنتظر، من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، غير مهدي الشيعة، مهدي آخر غير مهدي الشيعة، أما مهدي الشيعة فلا أصل له، ولكن هناك مهدي آخر غير مهدي الشيعة يسمى محمد بن عبد الله يخرج في آخر الزمان عند قرب خروج الدجال وعيسى بن مريم، اسمه محمد بن عبد الله، جاءت به أحاديث صحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ومنها نزول المسيح ابن مريم عند خروج الدجال، خروج الدجال من أشراط الساعة، وهو يخرج من جهة المشرق، يدعي النبوة، ثم يدعي أنه رب العالمين، والعياذ بالله، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من شره في آخر الصلاة، ومنها نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان من السماء، فيقتل الدجال ويحكم بشريعة الله، ويدخل الناس إلى دين الله أفواجا في وقته -عليه الصلاة والسلام- ويهلك الله الأديان كلها فلا يبقى إلا الإسلام، في وقتها- عليه الصلاة والسلام -، ومنها في آخر الزمان نزع القرآن من الصحف ومن الصدور عند تعطيل العمل به، ومنها هدم الكعبة في آخر الزمان يهدمها الحبشة، ومنها طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان، فإذا طلعت من مغربها لا تقبل التوبة من أحد، الكل يبقى على حاله، إذا طلعت الشمس من مغربها لا تقبل التوبة بعد ذلك، كل هذه من أشراطها الكبار، وآخر الآيات حشر النار، في آخر الزمان تحشر الناس إلى المحشر، تسوقهم إلى المحشر من جهة الشام، تبيت معهم حيث يبيتون، وتقيل معهم حيث يقيلون، وبعد هذا تقوم الساعة على شرار الخلق، بعد ما يقبض الله أرواح المؤمنين والمؤمنات، يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، فيبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة آخر الزمان. المقصود أن أشراط الساعة الكبار لم تقع وستقع، ويغلب على الظن أن زمانها ليس ببعيد، زمان خروج المهدي وخروج الدجال، ونزول المسيح ليس ببعيد والله أعلم، لأن الدنيا قد كثر فيها الشر وانتشر فيها الكفر بالله والمعاصي والمخالفات، ونسأل الله للمسلمين الهداية والتوفيق، وصلاح الأحوال



الحمد لله

يقسِّم بعض العلماء علامات الساعات إلى كبرى ، وصغرى ، ويقسمها آخرون إلى ثلاثة أقسام ، ويجعلون بينهما  وسطى  ، ويمثلون له بخروج المهدي 




وعلامات الساعة الصغرى يصلح تقسيمها إلى ثلاثة أقسام : قسم منها انقضى ، وقسم لا يزال يتكرر ، وقسم لم يحدث بعدُ .

وفي ظننا أن هذا التقسيم هو الذي يكون فيه إجابة الأخ السائل عما يتكرر من الكلام في أن أشراط الساعة وعلامات الصغرى قد انقضت كلها 




وقد حصر هذه الأقسام بأحاديثها : الشيخ عمر سليمان الأشقر حفظه الله في كتابه القيِّم " القيامة الصغرى " ، وسنحاول تلخيص المواضع التي خارج السؤال ، ونبسط القول في مبحث موضوع السؤال 




قال الشيخ عمر سليمان الأشقر - حفظه الله 

والعلامات الصغرى يمكن تقسيمها إلى قسمين : قسم وقع ، وقسم لم يقع بعدُ ، والذي وقع قد يكون مضى وانقضى ، وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة ، بل يبدو شيئاً فشيئاً ، وقد يتكرر وقوعه وحصوله ، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي 
ولذلك سنعقد لعلامات الساعة أربعة فصول 




الأول : العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت 




الثاني : العلامات الصغرى التي وقعت ، ولا تزال مستمرة ، وقد يتكرر وقوعها




الثالث : العلامات الصغرى التي لم تقع بعد 




الرابع : العلامات الكبرى 





 علامات الساعة التي وقعت




ونعني بها العلامات التي وقعت وانقضت ، ولن يتكرر وقوعها ، وهي كثيرة ، وسنذكر بعضاً منها 




 بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته 





 انشقاق القمر 

 نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببُصرى – بلدة في الشام 

 توقف الجزيَة والخراج 

 العَلامَات التي وقعت ، وهي مستمرة ، أو وقعت مَرة وَيمكن أن  يتكرّر وقوعُها 


 الفتوحَات والحروب 


وقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ، وغزا المسلمون الهند ، وفتحوا القسطنطينية ، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك ، وتفتح روما مصداقاً ؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) – رواه أحمد ( 28 / 154 ) وصححه محققو المسند - 




 قتال الترك والتتر 




 إسناد الأمر إلى غيَر أهله 



 فسَاد المسلمين 



 ولادَة الأمّة ربتها ، وَتطاول الحفَاة العراة رعَاة الشاة في البنيان 




 تداعي الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة 




 الخسف والقذف وَالمسخ الذي يعَاقب اللَّه به أقواماً من هَذه الأمّة 




 استفاضة المَال 




 تسليم الخاصَّة ، وفشو التجَارة ، وقطع الأرحََام 




 اختلال المقاييس 




أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقاييس التي يُقَوَّم بها الرجال تختل قبل قيام الساعة ، فيقبل قول الكذبة ويصدق ، ويرد على الصادق خبره ، ويؤتمن الخونة على الأموال والأعراض ، ويخون الأمناء ويتهمون ، ويتكلم التافهون من الرجال في القضايا التي تهم عامة الناس ، فلا يقدمون إلا الآراء الفجّة ، ولا يهدون إلا للأمور المُعْوجة ، فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ) ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : ( الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) – رواه ابن ماجه ( 4036 ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " - .




 شرطة آخر الزمَان الذين يجلدون الناس 



 العلامَات التي لم تقع بَعد

 عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً 


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ) رواه مسلم 157 ) 

وعودتها جنات وأنهاراً إما بسبب ما يقوم أهلها به من حفر الآبار ، وزراعة الأرض ونحو ذلك مما هو حاصل في زماننا ، وإما بسبب تغير المناخ ، فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل ، ويفجر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يحول جدبها خصباً ، ويحيل سهولها الجرداء إلى سهول مخضرة فيحاء ، وهذا هو الأظهر ، فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل 



 انتفَاخ الأهلّة 



من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ ) – رواه الطبراني في " الكبير " ( 10 / 198 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع "  5898 




وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ : لِلَيْلَتَيْنِ ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً ) - رواه الطبراني في " الأوسط " ( 9 / 147 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع "  5899 ) 



 تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ 



روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، قَالَ :: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي : ( أَخْبِرْهُمْ ) ، فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ) رواه أحمد ( 18 / 315 ) وصححه محققو المسند 


 انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب 



روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا  ، وفي رواية   يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهب




وفي رواية عند مسلم :  لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ 



وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو) 

ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ :  يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ  




ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه ، كما يقول النووي ، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه ، والله أعلم بالصواب 




والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء 

إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة 




روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي ، وَيَجِيءُ السَّارِقُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا 

وهذه آية من آيات الله ، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها ، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز ( بأفلاذ الكبد ) ، وأصل الفلذ : " القطعة من كبد البعير " ، وقال غيره : هي القطعة من اللحم ، ومعنى الحديث : التشبيه ، أي : تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها ، والأسطوان جمع أسطوانة ، وهي السارية والعمود ، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته 




وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه ، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه 

 محاصَرة المسلمين إلى المدينَة 

من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون ، وينحسر ظلهم ، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة 



عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَمَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ ) – رواه أبو داود ( 4250 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود والمسالح ، جمع مَسْلَحة ، وهي الثغر ، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو 




وسَلاَح ، موضع قريبٌ من خيبر 


إحراز " الجهجَاه " الملك لجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك ، وهو شديد القوة والبطش ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ ) رواه البخاري ( 3329 ) ومسلم ( 2910 ) 

وفي رواية لمسلم ( 2911 ) :  لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِى حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ " الْجَهْجَاهُ " 



ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول ، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي ، ففي سنن الترمذي ( 2228 ) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ 



 جَهْجَاه

والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه ، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته ، وأصل الجهجاه الصيَّاح ، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر ، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر ؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك 




 فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء ، وفتنَة الدهيماء 




عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ) – رواه أبو داود ( 4242 ) وأحمد ( 10 / 309 ) – واللفظ له - ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود 

والأحلاس : جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير ، وقد قال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها



والحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله .والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية ، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها ، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير وقوله : " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت ، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه 

والدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها 




 خروُج المَهدي 




ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً ، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة ، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلاً ، بعد أن ملئت جوراً وظلماً ، ومن الأحاديث التي وردت في هذا 




عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) رواه الترمذي ( 2230 ) وأبو داود ، وفي رواية لأبي داود ( 4282 ) قال : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا 




 القيامة الصغرى ( 137 – 206 ) باختصار ، وتهذيب 

وبه يتبين أنه ثمة تسع علامات للساعة الصغرى لم تظهر بعدُ ، ويتبين أن ما يتكرر من كلام كثير من الناس أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت كلها ولم يبق إلا " المهدي " قول عارٍ عن الصحة 

والله أعلم


20 علامة صغرى من علامات يوم القيامة


يمكن تقسيم العلامات الصغرى ليوم القيامة إلى 3 أقسام، علامات وقعت، علامات وقعت ومازالت مستمرة، وعلامات لم تقع بعد. وفيما يلي نخبركم بهذه العلامات

ماذا تعني علامات الساعة؟

هي الأحداث التي تشير إلى إقتراب يوم القيامة والحساب، منها الصغرى التي ستؤشر بإقتراب يوم القيامة ، والعلامات الكبرى التي يحدث بعدها يوم القيامة على الفور

علامات الساعة الصغرى

علامات الساعة التي وقعت

و هي علامات وقعت و لن تقع مرة أخرى، و من أبرزها: بعثة الرسول محمد -عليه الصلاة و السلام- و موته، ذكر في حديث له” بعثت أنا و الساعة كهاتين 

إنشقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه، و كانت دليلا على نبوته، حيث رآه الناس في مكة المكرمة إنفلق لشطرين و ظهر كل شرط على جبل، كما ورد في سورة القمر: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القمر”
نار في الحجاز : أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عنها و ذكر إندلاع نار في الحجاز تضيء لها أعناق الإبل في الشام، و من الحديث :” لا تَقُومُ الساعةُ حتى تخرجَ نارٌ من أرض الحجاز تضيءُ لها أعناقُ الإبلَ بِبُصرى”
توقف الجزية: إن منعها و عدم قبولها من الحكام هو دليل على إقتراب الساعة

العلامات التي و قعت و لا زالت مستمرة
ومنها وقع و سيستمر بالوقوع أو سيقع مجددا
الحروب و الفتوحات: والعديد منها قد ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم ، مثل فتح فارس و الروم

وزوال القيصر و غزو الهند و فتح القسطنطينية 
ليبلُغنَّ هذا الأمرُ مبلغَ اللَّيلِ والنَّهارِ، ولا يترُكُ اللَّهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلَّا أدخلَهُ هذا الدِّينَ بعزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ، يعزُّ بعزِّ اللَّهِ في الإسلامِ، ويذلّ بِهِ في الكفر، وَكانَ تميمٌ الدَّاريُّ رضيَ اللَّهُ عنهُ، يقولُ: قد عَرفتُ ذلِكَ في أَهْلِ بيتي لقد أصابَ مَن أسلمَ منهمُ الخيرَ والشَّرفَ والعِزَّ، ولقد أصابَ مَن كانَ كافرًا الذُّلَّ والصَّغارَ والجِزيةَ

أن تلد الأمّ المملوكة سيّدتها من مالكها صاحب الملك، وأن يعمل أهلُ البادية في البناء فتزدهر الصحراء وتعمر بعد أن كانت قِفاراً، فعن أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه وأرضاه- قال: (بينما نحن عند رسول الله عليه الصّلاة والسّلام ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثّياب شديد سواد الشّعر، لا يُرَى عليه أثر السّفر، ولا يعرفه منّا أحد، حتى جلس إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وتُقيم الصّلاة، وتُؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت. قال: فعجبنا له، يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لَم تَكُن تراه فإنّه يراك. قال: فأخبرني عن السّاعة، قال: ما المسؤول عَنها بأعلمَ من السّائل. قال: فأخبرني عن أمارَتها، قال: أن تلِدَ الأَمَة رَبَّتها، وأن تَرَى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاء يَتطاوَلون في البنيان. قال: ثم انطلق، فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر: أتدري من السّائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّه جبريل أتاكم يُعلّمُكم دين النبي

تتنافس الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة: قال صلى الله عليه وسلم: يُوشكُ أن تَدَاعى عليكمُ الأممُ كما تَدَاعى الأكلَةُ إلى قصعتِها

كثرة المَال و الإسراف فيه

إنّ الناس لا يُسلّمون إلا على من يَعرفون فقط

إنتشار التجَارة فتساعد الزوجة زوجها فيها وهو ما يَحصل الآن.
قطع الأرحَام: إنقطاع التواصل مع الأقارب

إختلال المقاييس

ظهور شرطة يجلدون الناس بدون حق

علامَات الساعة الصغرى التي لم تقع بَعد
أن تصبح جزيرة العَرب جنَّات وَأنهار: وذلك عبر حفر سكّان جَزيرةِ العربِ الآبارَ ممّا يؤدّي إلى استِصلاحِها وظهور الأنهار فيها وجعلها خَضراءَ مُزدهرة، أو تَغيّر المُناخ في تلك المنطقة، حيث إنّ تغيًّر المناخ أيضاً 

علامةٌ من علَامات الساعة الصغرى

يفيض المال ويكثر : كثرة الغِنى وإنتشار المال والزهد فيه، حيث ورد من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم في ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا

إنتفَاخ الأهلّة وكِبَر حجمها: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رؤية الهلال بحجم أكبر من حجمه الطبيعي عند أول خروجه، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقْتِرابِ السَّاعَةِ 

انتِفَاخُ الأهِلَّةِ

تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ: وذلك لما روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: (بينما راعٍ يرعى بالحَرَّة، إذا عرَضَ ذئبٌ لشاة من شياهِه، فحال الرَّاعي بين الذِّئب ِوالشاة، فأقعى الذئبُ على ذَنَبه، ثم قال للراعي: ألا تتَّقي الله، تحولُ بيني وبين رزقٍ ساقه الله إليَّ، فقال الراعي: العجَبُ من ذئبٍ مُقْعٍ على ذَنَبِه يتكلَّمُ بكلام الإنسِ، فقال الذئب: ألا أحَدِّثُك بأعجَبَ مني؛ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين الحرَّتَينِ يحَدِّث الناسَ بأنباءِ ما قد سبق، فساق الراعي شاءَه حتى أتى المدينةَ، فزوى إلى زاويةٍ من زواياها، ثم دخل على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَدَّثَه بحديث الذئب، فخرج رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى النَّاس، فقال للراعي: قُم فأخبِرْهم، قال: فأخبَرَ الناس بما قال الذئب، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صدَقَ الراعي، ألَا إنَّه من أشراط الساعة كلامُ السِّباعِ للإنسِ، والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعةُ حتى تكَلِّمَ السِّباعُ الإنسَ، ويكَلِّمَ الرَّجلَ شِراكُ نَعْلِه، وعَذَبةُ سَوطِه، ويُخبِرُه فَخِذُه بما أحدَثَ أهلُه بَعْدَ

إنحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب: فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هُريرةَ رَضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا) أي ينفد ماء الفرات، وتظهر من جوفه الكنوز والجَواهر الثّمينة، أو يتحوّل مجراهُ إلى موضعٍ آخر، فيظهر نهر الفرات أثناء تحوّله جبلاً من الذهب في طريقه؛ قد يكون موجوداً تحته، أو يُزيحُ ما في طريقه من علاماتٍ يَظهر بزوالها جبلٌ من ذهب

أن تخرج الأرضِ كنوزَهَا المخبأة: روى مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال:” قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا). فيَكثر المال ويَظهر الغنى، فيَزهَد الناس في تلك الكنوز

ليست هناك تعليقات

Ajouter commentaire