مدينة أفلاطون الفاضلة


مدينة أفلاطون الفاضلة


إنّ مدينة أفلاطون الفاضلة هي من الأحلام التي تمنّى تحقيقها، وحاول تحويلها إلى حلم عامّ عند جميع النّاس، ولكن لم تتمكّن أيٌّ من المُجتمعات الإنسانيّة من تنفيذ هذا الحلم على أرض الواقع منذ عهد أفلاطون حتّى الوقت الحالي؛ بسبب غياب الواقعيّة عن العديد من الأفكار التي طرحها أفلاطون، والتي تُعتبر فقيرةً وغير قادرةٍ على مُحاكاة الفكر البشريّ؛ لأن أفكار أفلاطون ارتبطت مع مفهوم اليوتوبيا، والتي تُشير إلى مصطلح يونانيّ قديم يُعبّر عن فكرة عدم وجود المكان؛ أيّ يستحيل تطبيق مدينة أفلاطون الفاضلة.

الفكرة العامّة للمدينة الفاضلة لم تظلّ مَرهونةً في الأفكار التي قدمها أفلاطون، بل انتشرت أفكارها في الفلسفة الإسلاميّة القديمة، وتحديداً في القرن الرّابع للهجرة عندما ظهر المُفكّر والعالم العربيّ المُسلم الفارابيّ، والذي قام بتأليف كتاب حول فكرة المدينة الفاضلة، وطرح فيه مجموعةً من المبادئ التي تُشير إلى المُجتمع الإنسانيّ الفاضل المُعتَمِد على فكرة تحالف الأمم معاً في مُجتمع واحد، بعكس مدينة أفلاطون التي اهتمّت بفكرة المدينة الضيّقة، أيّ المجتمع الواحد الذي يتمُّ بناؤه وفقاً لمبادئ الفضيلة وضمن حدوده فقط، وبعد أفلاطون والفارابي ظهرت مجموعةٌ من الفلاسفة الذين اهتمّوا أيضاً في أفكار المدينة الفاضلة، ولكن لم ينجح أحدٌ منهم حتّى الآن في تعميم أفكاره على المُجتمعات الإنسانيّة.


مبادئ مدينة أفلاطون الفاضلة 


تعتمد مدينة أفلاطون الفاضلة على مجموعة من المبادئ، ومن أهمّها:


مدينة خياليّة قد تُطبَّق في الواقع، وتُساهم في توفير السّعادة لكلّ شخص يسكن فيها. 


عدد سُكّان المدينة الفاضلة قليل؛ إذ لا يمكن لهم التعرّف على بعضهم بسهولة. 


كافّة المُمتلكات والأشياء الموجودة في المدينة تُعتَبر مُلكيّةً عامّةً، ولا يوجد أيّ شيء ضمن نطاق المُلكيّة الخاصّة. 


تتكوّن المدينة من ثلاث طبقات من السُكّان، وهم: الأوصياء، والمحاربيّن، والمزارعيّن، وكلّهم يعملون في المدينة الفاضلة، ولكلٍّ منهم عمله الخاصّ. 


يعتمد تحقيق الرفاهيّة لمُجتمع المدينة الفاضلة على التّعاون بين كافّة سُكّانها؛ أيّ أن تتكامل وظائفهم معاً في وحدةٍ واحدة. 

Résultat de recherche d'images pour "‫مبادئ مدينة أفلاطون الفاضلة‬‎"

الخلاصة 

إنّ للفلسفة اليونانيّة تأثير واضح على معالم الفلسفة العالميّة، وظهر هذا الشّيء واضحاً في مُؤلّفات الفلاسفة القُدامى، ومن أشهرهم أفلاطون الذي حرص على صياغة أفكاره الفلسفيّة ونشرها في مُؤلَّفات مُتنوّعة، ويُعتبر كتاب الجمهوريّة (المدينة الفاضلة) لأفلاطون من أهمّ هذه الكُتب الفلسفيّة، واهتمّ أفلاطون بفكرة المدينة الفاضلة، والتي حاول أن يُحقّقها من خلال طرح مجموعة من الأفكار حولها، وبعد أفلاطون ظهرت العديد من الأفكار حول المدينة الفاضلة؛ وتحديداً الآراء الفلسفيّة الإسلاميّة التي ارتبطت بالعالم المُسلم الفارابيّ، والذي حرص على تأليف كتاب حول منظورٍ أكثرَ عموميّةٍ للمدينة الفاضلة، كما إنّ أفلاطون عمل على طرح مجموعة من المبادئ حول هذه المدينة، والتي رأى بأنّها ستُساعد المُجتمعات الإنسانيّة على تطبيقها في يوم ما.



ليست هناك تعليقات

Ajouter commentaire