جمع وقصر الصلوات


أسئلة تجيبك على كل ما يخص جمع وقصر الصلوات


ما أهمية الصلاة؟


تعود أهمية الصلاة إلى كونها عماد الدين، فهي الصلة بين العبد وربه، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد شهادة ألا إله إلا الله، وقد وضحت أهميتها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ

وتعد الصلاة هي أفضل الطرق ليكون العبد بين يدي الله يؤدي ما عليه من فروض ويتقرب إلى الله بالنوافل وقيام الليل، وبالرغم من تنوع مراتب الصلاة نجد أن الفروض هي ما يحاسب عليها الله فلا يجب تركها في حال من الأحوال وهناك خمس فروض يومياً هي الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء

ولا يجب ترك الصلاة بأي حال، لذلك نجد أن المُشرع قد أباح للمسلم الرخص لجمع وقصر الصلاة لكون الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، ولكي يحافط العبد على الصلة التي بينه وبين الله سبحانه وتعالى.

ما هو الجمع والقصر في الصلاة؟

الجمع بين الصلوات وكما هو واضح من المسمى يعني الجمع بين صلاتين بوقتين مختلفين، ويمكن الجمع أن يكون للمسافر وللمُقيم ولكن بحالات خاصة مثل هطول المطر الشديد، تساقط الثلوج، كذلك يمكن الجمع بين الصلوات عند أداء فريضة الحج.أما عن القَصرِ في الصلوات: فهو يعنى إختصار الفرض ذو الأربع ركعات – الظهر والعصر والعشاء – إلى ركعتين فقط ويكون للمسافر فقط، وقد رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها فُرِضَتِ الصّلاةُ ركعتينِ ركعتينِ، في الحضرِ والسفرِ، فأُقِرَّتْ صلاةُ السّفرِ، وزِيدَ في صلاةِ الحَضَرِ

ما هي شروط الجمع والقصر؟

الجمع والقصر لا يكون إلا بتوافر شرط السفر كما ذكرنا سابقاً، ولكن هناك عدة شروط للسفر حتى يتم جمع وقصر الصلوات خلاله ومنها:


المسافة التي يجوز عندها الجمع والقصر
قال الحنّفية أن المسافة التي يجب القَصر عندها هي ما تساوي مسيرة ثلاثة أيام وقد كان ذلك قياساً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تُسافِر المَرأَة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم بينما أقرّ المالكية أن المسافة هي أربعة بُرُد – ثمانية وأربعون ميلاً– وتقاس زمنياً بسفر يومٍ وليلة

في حين أن الشافعية أكدوا أن السفر يكون مسيرة يومين كاملين وهو قول الليث وابن عمر وابن عباس. أما الحنابلة فأوضحوا أن المسافة التي يتوجب عندها القصر هي مسيرة يوم تام

ونجد أن جمهور أهل العلم قد اتفقوا على أن مسافة السفر التي يسمح فيها للمرء بجمع وقصر الصلاة هي أربعة بُرُد والبريد هو مسيرة نصف يوم، وهذا يعني مسيرة يومين قاصدين لا يسير فيها الفرد بشكل متواصل – كذلك لا يكون كثير النزول والإقامة في هذه المسافة– وحسابياً تكون هذه المسافة 48 ميلاً. والميل هو 1600 متر وبالتالي يكون حساب الأربعة بُرُد هو 76.8 كم تقريباً وقال البعض 72 كم بينما أقرّ آخرون بكون الأربعة بُرُد هو 80.64 كم

أن يكون السفر مباحاً
فلا يجوز الجمع والقصر في الصلوات إن كان السفر في معصية الله.
ما هي حالات الجمع بين الصلوات وشروطها؟

الجمع بين الصلوات بسبب المطر

أجاز جمهور المالكية والحنابلة بجمع بين صلاتين بسبب هطول الأمطار ويكون جمع تقديم. في حين أجاز الشافعية الجمع بين صلاتين جمع تقديم ولكن مع توافر 7 شروط، وهم

الشرط الأول: أن يبدأ بالصلاة صاحبة الوقت فمثلاً لو كان في وقت الظهر وأراد أن يصلي العصر، فيجب أن يبدأ بصلاة الظهر أولاً

الشرط الثاني: أن يكون الجمع في مسجد بعيد بحيث يكون القدوم إليه بمشقة، ويستثنى من ذلك الإمام الرَّاتب، إذ يحق له أن يجمع المأمومين لهذا السبب إن تأذّوا هم من المطر ولم يتأذ هو من المطر

الشرط الثالث: أن ينوي الإمام الإمامة وصلاة الجماعة

الشرط الرابع: نية الجمع في الأولى، بمعنى أن ينوي بقلبه أداء صلاة العصر بعد الفراغ مباشرة من صلاة الظهر، ويشترط أن تكون النية موجودة في الصلاة الأولى، حتى وإن كان مع السلام منها

الشرط الخامس: الموالاة بين صلاتين – التعاقب بين الصلاتين – بحيث لا يطول الفصل بينهما حتى لو بفترة زمنية بسيطة كصلاة ركعتين بقصّار السور، فلا يوجد صلاة نافلة حين تنوي الجمع بين صلاتين.

الشرط السادس أن تكون الصلاة الثانية في جماعة.


الشرط السابع أن يكون هطول المطر مستمر إلى أن يبدأ المصلين في الصلاة الثانية

فإن إنتفى أي شرط من الشروط السابقة لا يتوجب الجمع بين الصلاتين حينها. أما رأي الحنفيّة في الجمع بين الصلوات فهم لا يجيزون ذلك بأي شكل من الأشكال إلا في حالتين

الحالة الاولى: جمع الظهر مع العصر في يوم عرفة – بشرط أن تكون مُحرماً – جمع تقديم بحيث تصلي الظهر والعصر في وقت الظهر وأن يُصلى خلف إمام المسلمين أو من ينوبه

الحالة الثانية: جمع المغرب والعشاء في وقت العشاء ويسمى هذا جمع تأخير ويكون بيوم عرفة – بشرط أن يكون محرماً – ويكون جمع التأخير بالمزدلفة

في حين أن الحنابلة قد إجتمعوا على أن الجمع بين الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء مباح ولكن تركه أفضل

الجمع بين الصلوات بسبب الأعذار

يجوز الجمع للمريض الذي لا يستطيع صلاة كل فرض على حدى
يجوز الجمع للمرأة المُرضعة أو المستحاضة وذلك لمشقة الطهارة بالنسبة لها عند كل صلاة

يجوز الجمع في الصلاة لمرضى سلس البول
يجوز الجمع لمن يخاف الضرر في معيشته مثل العمال الذين يستحيل عليهم ترك أعمالهم في كل وقت صلاة

يجوز الجمع للعاجز عن معرفة الوقت، كالساكن تحت الأرض أو الأعمى

يجوز الجمع للعاجز عن الوضوء أو التيمم لكل صلاة على حدى

يجوز الجمع أيضا لمن يخشى على ماله وعرضه ونفسه

يجوز الجمع بين الصلوات بسبب الوحل، والثلج، والبرد، والريح الشديدة الباردة، وكل ما يترتب عليه مشقة


ونجد أن الجمع بين الصلوات لدرء المشقة أجازه جموع الفقهاء عدا الحنفية، ولكن يُراعى الترتيب فإن كان الجمع بين الظهر والعصر فيجب أن يصلي الظهر أولاً ثم العصر، ونفس الأمر مع صلاة المغرب والعشاء


ما هو ملخص آراء الفقهاء في جمع وقصر الصلاة؟

في الأسئلة السابقة تم توضيح الحالات التي يجوز عندها الجمع والقصر، ولكن هناك شروط كثُرت فيها آراء العلماء وسيتم تلخيصها في النقاط التالية


الجمع والقصر في حالة السفر

القصر في الصلاة لا ينطبق على الصلوات غير الرباعية مثل “المغرب”، فتُصلى ثلاثاً كما هي، إلا أن صلاة الفجر لا يوجد لها جمع مع أي من الصلوات الأخرى

يجوز الجمع والقصر تقديماً أو تأخيراً على أن تكون الصلاة بالترتيب، فعند التقديم لصلاة الظهر والعصر تُصلي الظهر أولا ثم العصر في حين أنه عند التأخير نبدأ بالصلاة التي تم تأخيرها عن وقتها

يجب مفارقة العمران حتى يحق للمسافر الجمع والقصر في الصلاة، أما إن كان في بيته وقد آن وقت الصلاة الأولى فليُجمع بين الصلاتين ولكن دون تقصير

في الجمع والقصر للمسافر لابد له وبلوغ المسافة التي حددها العلماء وتم ذكرها سَلفاً، ويمكن صلاتها في جماعة أو منفرداً

الجمع في حالة المطر

يجب توفر جميع الشروط التي أقرّها الشافعية كاملة للجمع بين الصلوات وهي

أن يكون الجمع تقديماً لا تأخيراً

أن يكون هناك مطراً خلال الصلاة الأولى وإستمراره إلى بداية الصلاة الثانية

أن ينوي الجمع ببداية الصلاة الأولى

إن انتهى المطر قبل الصلاة الثانية ينتفي السبب من الجمع بين الصلوات

تقام الصلاة الثانية بعد الإنتهاء من الصلاة الأولى مباشرةً، ولا تُصلى أيُ من السنن الرواتب بينهما

الصلاة لابد وأن تكون في جماعة وفي مسجد يصعب الوصول إليه

ليست هناك تعليقات

Ajouter commentaire