غزوات وسرايا الرسول


غزوات وسرايا الرسول






غزوات الرسول

أنزل الله آيات الجهاد ضد المشركين وأمر رسوله الكريم بها، وعلى مدار سنوات الدعوة وخصوصاً بعد هجرة الرسول إلى المدينة، قامت العديد من الغزوات التي قاتل فيها الرسول المشركين، وقد كتب له النصر في بعضها مثل غزوة بدر، والهزيمة في غزوات أخرى مثل غزوة أحد، وقد تنوعت هذه المعارك بين غزوات وسرايا.

الفرق بين الغزوة والسرية

الغزوة

تعرف الغزوة بأنها المعارك التي شارك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد انتصر في كل الغزوات ما عدا غزوة أحد التي عصى فيها الرماة أوامر الرسول فكانت الهزيمة، وقد استمرت الغزوات ثمانِ سنوات، ويقدر عددها بثمانِ وعشرين غزوة

السرية

وتعرف السرية بأنها المعارك التي لم يشترك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قيادتها توكل إلى أحد الصحابة

وصايا الرسول التي أمر بها المسلمين أثناء الغزوات

بالرغم من أن الغزوات كانت معارك حربية ضد أعداء المسلمين إلا أن في كل غزوة كان للرسول العديد من الوصايا يلتزم بها المقاتلين وهي



ألا يُعتدى على طفل ولا شيخ ولا امرأة. 


ألا يُعتدى على أي من الماشية والأغنام. 


ألا يُعتدى على العزّل من السلاح. 


ألا يُسمم بئر ماء وألا يتم حرق النخيل.


الأهداف الرئيسية للغزوات


تدعيم حكم الإسلام والقضاء على محاربة الكفار له.


تدعيم سيادة المسلمين.


تدريب المسلمين على القتال وإتقان الخطط العسكرية.


الغزوات التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم



غزوة حُنين. 


غزوة الطائف. 


غزوة تبوك. 


غزوة ذي أمر وغطفان. 


غزوة بحران. 


غزوة حمراء الأسد. 


غزوة بني النّضير. 


غزوة ذات الرّقاع. 


غزوة بدر الأخيرة. 


غزوة دومة الجندل. 


غزوة ودان. 


غزوة بواط. 


غزوة العشيرة. 


غزوة بدر الكبرى. 


غزوة الغابة. 


غزوة بني المصطلق. 


غزوة الحديبية. 


غزوة خيبر. 


غزوة وادي القرى. 


غزوة مؤتة. 


غزوة الفتح الأعظم. 


غزوة بني سليم. 


غزوة بني قينقاع. 


غزوة السّويق. 


غزوة ذي قرقرة. 


غزوة الخندق. 


غزوة بني قريظة. 


غزوة بني لحيان.



ومن ضمن تلك الغزوات التي ذكرناها سنقوم بسرد البعض منها بالتفصيل


غزوة حمراء الأسد

لم تكن غزوة حمراء الأسد غزوة مستقلة بذاتها، لكنها كانت مكملة لغزوة أحد، حيث كانت في اليوم التالي مباشرة لهزيمة المسلمين في غزوة أحد، أي أنها تعد تابعة لها


أسباب الغزوة


أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقوم بمطاردة للجيش المكي وذلك لعدة أسباب هي

تخوفاً من أن يستجمع المشركون قواهم ويرجعوا لمهاجمة المدينة بعد الهزيمة مباشرة

أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخبر المشركين أن جيش 

المسلمين قادر على استجماع قوته مرة أخرى بالرغم من الهزيمة التي لحقت به في أحد

أراد أن يرفع الروح المعنوية لجيش المسلمين بعد ما حدث في معركة أحد

وقائع الغزوة


في اليوم التالي لغزوة أحد أمر الرسول كل المسلمين الذين شاركوا في اليوم السابق لتجهيز أنفسهم للخروج مرة أخرى لملاقاة المشركين خارج المدينة، وكان الخروج مشروطاً فقط للمشاركين في أحد ليس سواهم، وقد لحق بأغلبهم جروح وإصابات كثيرة ولم يأخذوا القسط الكافي من الراحة، ولكنهم أطاعوا الرسول في الحال وجهزوا عتادهم للحرب.


وفي ذلك يذكر في تاريخ السيرة قول ابن إسحاق: “كان أحُد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد يوم الأحد سادس عشر من شوال: أذّن مؤذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الناس بطلب العدو، وأن لا يخرج معنا إلا من حضر بالأمس، فاستأذنه جابر بن عبد الله في الخروج معه فأذِن له، وإنما خرج مرهباً للعدو، وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن طلب عدوهم


وعن عائشة ـ رضي الله عنها – قالت لعروةَ: يا ابنَ أُخْتي، كانَ أَبَوَاكَ منهم الزبير وأبو بكر، لمَّا أَصاب نبيَّ الله – صلى الله عليه وسلم – ما أَصاب يوم أُحد، فانصرف عنه المشركون خاف أَن يرجعوا، فقال: مَنْ يذهب في إِثْرِهِم؟ فانتدب منهم سبعون رَجُلا، قال: كان فيهم أبو بكر والزُّبَيْرُ) رواه البخاري، وكان قولها هذا يأتي من الآية الكريمة (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ 


وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ : آل عمران

وقال أهل المغازي ما حاصله‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم نادى في الناس، وندبهم إلى المسير إلى لقاء العدو، وذلك صباح الغد من معركة أحد، أي يوم الأحد الثامن من شهر شوال سنة 3 هـ، وقال‏:‏ “‏‏لا يخرج معنا إلا من شهد القتال‏”، فقال له عبد الله بن أبي‏:‏ أركب معك‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏‏لا‏‏، واستجاب له المسلمون على ما بهم من الجرح الشديد، والخوف المزيد، وقالوا‏:‏ سمعاً وطاعة‏


ولما خرج الرسول من المدينة وصل إلى حمراء الأسد وهي تقع على بعد ثلاث أميال من المدينة، وعسكر هناك لمدة ثلاث ليالي، وكان يأمر المسلمين بإشعال النيران دائماً فكانت تشعل خمسمائة نار في وقت واحد، والهدف من إشعال النيران تثبيط الروح المعنوية للكفار


لما عرف أبو سفيان خبر معسكر المسلمين في حمراء الأسد أرسل إلى الرسول يخبره أنه سيعيد كرة معركة أحد وسيقابل المسلمين مرة أخرى كنوع من الحرب النفسية، لكن المسلمين كانوا على استعداد لملاقاته، إلا أن أبو سفيان قرر عدم المواجهة وانسحب بالجيش مرة إلى مكة

وقد حققت تلك المعركة أهدافها فقد ظهر للمشركين قوة الجيش الذي استجمع أفراده رغم جراحهم في اليوم التالي لهزيمتهم، وأظهر ضعف المشركين الذين قرروا الانسحاب رغم إنتصارهم


وقد نزل قول الله في تلك الغزوة في تلك الآية (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ، الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ، إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ،آل عمران من الآية:172- 175

غزوة ذات الرقاع


وقعت هذه الغزوة في السنة السابعة من الهجرة بعد غزوة خيبر، وكانت موجهة ضد قبائل غطفان، وهي القبائل التي حاصرت المدينة المنورة في غزوة الأحزاب، وساعدوا اليهود في غزوة خيبر وكانوا يجهزوا لمحاصرة المدينة مرة أخرى


وقائع الغزوة


كانت جيوش المسلمين في ذلك الوقت مقسمة بين العديد من القرى 


مثل خيبر، وادي القرى، وتيماء، وقد حرص الرسول ألا يترك المدينة دون حماية، لذا ترك سرية لحماية المدينة المنورة وسار بجيش قوامه أربعمائة رجل وفي روايات أخرى سبعمائة رجل، وتوغل الرسول بجيشه في الصحراء حتى بلغ ديار غطفان


وفي ذلك يروي البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى أنه قال “خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ فِي غَزْوَةٍ، وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا وَنَقِبَتْ قَدَمَايَ وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ؛ فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ مِنَ الْخِرَقِ عَلَى أَرْجُلِنَا”.


لكن قبائل غطفان فضّلت السلامة على القتال واتفقت مع المسلمين على ألا تكون هناك حرب بينهم.

غزوة الغابة

تبدأ أحداث الغزوة عندما قام عيينة بن حصن الفزاري بالإغارة هو ومجموعة من قبيلة غطفان على مرعى للإبل فقام بقتل الفارس وبخطف زوجته، وشهد هذه الواقعة غلام عبد الرحمن بن عوف فأسرع إلى المدينة ليخبر الرسول قبل صلاة الفجر، لكنه لقيَ في الطريق الصحابي سلمة بن الأكوع، ولما علم سلمة بالأمر سار خلف عيينة ومجموعته وكان يلقي عليهم السهام وحين يعودوا لمطاردته كان يختفي ثم يعاود الكرة مرة أخرى وهو يلقي تلك الأبيات “أنا بن الأكوع واليوم يوم الرضع

وقائع الغزوة

بعد أن علم الرسول بأمر بن الأكوع أمر ثمانية من الفرسان باللحاق به وهم أبي قتادة، والمقتاد والأخرم وعلى رأسهم سعد بن يزيد على أن يلحق بهم الرسول ومعه باقي المجاهدين


لحق المسلمون بعيينة ودارت بينهم الحرب وقتل عيينة بن حصن الفزاري، ثم لحق جيش المسلمين بجيش سعد بن يزيد وعسكروا في ذي قرد مدة ثلاث ليالي

جاء سلمة بن الأكوع, فقال للنبي: “يا رسول الله لو سرحتني في مائة رجل لأستنفذت بقية السرح وأخذت بأعناق القوم” فقال النبي: ملكت فأسجح، إنهم الآن ليغبقون في غطفان

غزوة دومة الجندل

وقعت أحداث تلك الغزوة في السنة الخامسة للهجرة، وكان هدفها تأمين طريق القوافل وقتال القبائل التي تسكن هناك

وقائع الغزوة


عرف الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك نية مبيتة للهجوم على المدينة من قبيلة دومة الجندل، فقرر الخروج لملاقاتهم في جيش قوامه ألف رجل، وقد ولّى الرسول سباعة بن عرفطة الغفاري.


وفي الطريق مرّ الرسول بمجموعة من الرعاة فقاتلهم وأصاب من أصاب منهم، ووصل الخبر إلى دومة الجندل، فلما وصل إليها الرسول وجدها خالية وأقام فيها ثلاثة ليالٍ ثم عاد إلى المدينة بعد أن أوفت الغزوة أهدافها


أشهر السرايا التي بعثها الرسول

وكما ذكرنا من قبل فإن السرايا هي المعارك التي لم يشترك بها الرسول وقام بتولية أحد الصحابة عليها ونذكر منها ما يلى

سرية عبد الله بن أنيس

أسباب إرسال السرية

كان قد وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سفيان بن خالد الهزلي جمع الناس وحضّهم على قتال المسلمين، فقام الرسول بإرسال عبد الله بأنيس ليقتله، فطلب عبد الله بن أنيس أن يصف الرسول سفيان الهزلي له، فقال صلى الله عليه وسلم “إذا رأيته هبته، وفرقت منه وذكرت الشّيطان. قال: وكنت لا أهاب الرجال، واستأذنت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – أن أقول، فأذن لي، فأخذت سيفي وخرجت أعتزي لخزاعة، حتّى إذا كنت ببطن عرنة لقيته يمشي ووراءه الأحابيش، ومن انضوى إليه، فعرفته بنعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهبته، فرأيتني أقطر، فقلت صدق الله ورسوله، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من خزاعة، سمعت بجمعك لمحمّد فجئت لأكون معك قال: أجل إنّي لأجمع له، فمشيت معه، وحدّثته، واستحلى حديثي، حتّى انتهى إلى خبائه وتفرّق عنه أصحابه، حتّى إذا هدأ النّاس وناموا، اغتررته فقتلته، وأخذت رأسه، ثمّ دخلت غاراً في الجبل، وضربت العنكبوت عليّ، وجاء الطلب فلم يجدوا شيئاً، فانصرفوا راجعين. ثمّ خرجت فكنت أسير الليل، وأتوارى بالنّهار حتى قدمت المدينة، فوجدت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – في المسجد، فلمّا رآني قال: أفلح الوجه، قلت: أفلح وجهك يا رسول الله، فوضعت رأسه بين يديه، وأخبرته خبري، فدفع إليّ عصا، وقال: تحضر بهذه في الجنّة، فكانت عنده، فلما حضرته الوفاة أوصى أهله أن يدرجوها في كفنه ففعلوا” وقد غاب عبد الله ثماني عشرة ليلةً

سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي

أسباب إرسال هذه السرية 


كان النبي قد علم أن طليحة وسلمة ابني خويلد قد شحنوا قومهم ضد المسلمين وحرّضوهم على قتال رسول الله، فأرسل الرسول الكريم إلى أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأمره على لواء يضم مائة وخمسين رجلاً من المهاجرين والأنصار ثمّ قال “سر حتى تنزل أرض بني أسد، فأغر عليهم قبل أن تلاقي عليك جموعهم”. نفذ أبي سلمة أوامر رسول الله ثم وصل إلى قطن وقام بقتالهم والإغارة عليهم، وحاول هؤلاء القوم العودة لتحذير قومهم لكنهم تفرقوا وانتصر عليهم أبي سلمة وعاد مرة أخرى إلى المدينة


سرية قتل كعب بن الأشرف


أسباب إرسال هذه السرية


كان كعب بن الأشرف شديد الإيذاء للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هو وقومه دائمين التعرض لنساء المؤمنين وزوجات الصحابة. كان كعب يهودياً وقبل غزو بدر ذهب إلى مكة لتحريض قريش على قتال المسلمين، وحين عاد إلى المدينة سأل رسول الله الصحابة من منهم يقوم بمهمة القضاء على كعب بن الأشرف، فأرسل إليه كل من محمد بن مسلمة، وعبّاد بن بشر، وأبو نائلة، واسمه سلكان بن سلامة، وهو أخو كعب من الرّضاع، والحارث بن أوس، وأبو عيسى بن جبر، وتمكنوا من كعب وقاموا بقتله، ويذكر أنه صاح صيحة شديدة فزعت قومه

ليست هناك تعليقات

Ajouter commentaire