خروج يأجوج ومأجوج
خروج يأجوج ومأجوج
يأجوج و مأجوج
خلق الله الكثير من الأقوام والشعوب، ومن قدرته سبحانه وتعالى أنه جعل لكل قوم صفات تميزهم عن غيرهم، ومن أمثلة هؤلاء الأقوام يأجوج ومأجوج، وهم من بنى أدم وليس كما يذكر البعض أنهم على هيئة أخرى. حذرت كل الأديان السماوية من يأجوج ومأجوج، ويرجع ظهورهم فى أحد العصور القديمة قبل الميلاد حيث جاءوا بفساد فى الأرض والبطش الشديد الذى لم يقدر على مواجهتهم أحد من الناس.
وردت قصة يأجوج ومأجوج في سورة الكهف فى قوله تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا*قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا*آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا*فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا).
وضحت الآية الكريمة قصة ذو القرنين الذي بنى السد لحماية الناس من شر يأجوج ومأجوج، ويقال أنهم سيظهرون فى آخر الزمان كعلامة من علامات يوم القيامة من منطقة الصين الشعبية بعد نزول سيدنا عيسى عليه السلام.
صفة خلقهم
عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال : ” إنكم تقولون لا عدو! وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج عراض الوجوه , صغار العيون , صهب الشغاف , ومن كل حدب ينسلون . كأن وجوههم المجان المطرقة “
يأخذ من هذا الحديث أن لون الشعر لهم الأسود به درجة من اللون الأحمر، ووجوههم تشبه المطرقة لأنها شديدة الغلظة، ويكثر بها اللحم. أما عن خروجهم سيأتون من كل كل مرتفع عن الأرض بأقصى سرعة.
سبب التسمية والنسب
يلاحظ إسم يأجوج ومأجوج مقتبس من لفظ ” أجيج”، والذى يطلق على النار شديدة اللهب والحرارة، ولقد سمى يأجوج ومأجوج بهذا المعنى نتيجة لشدة البطش، والقوة المفرطة .
وتعددت الأقاويل فى هذه الأسماء وقيل أنه من “الأجاج” والذى يطلق على الماء المالح جداً، وبعض الكتب التى تحدثت عن هؤلاء القوم فسرت أسمائهم إلى أصل أعجمى غير عربى. يرى الكثيرون أيضاً أن إسم يأجوج ومأجوج يرجع إلى كثرة العدد.
موقع قوم يأجوج ومأجوج
لا يوجد أدلة قاطعة تعين موقع الردم الذي يحجز يأجوج ومأجوج، إلا أنه يذكر بعض الناس أنه وراء الصين ويذكر بعضهم أنه في جورجيا في جبال القوقاز قرب أذر بيجان وأرمينية ويدل له أثر مروي عن ابن عباس وقيل إنه في أواخر شمال الأرض وقيل غير ذلك، وقال الألوسي: ولعله قد حال بيننا وبين ذلك الموضع مياه عظيمة، كما ذهب بعض المهتمين بمراجعة المصادر غير الإسلامية إلى أن السدين المائيين هما بحر قزوين والبحر الأسود
ومنطقة بين السدين هي تحديداً الحدود الفاصلة بين ما يعرف حالياً بأوسيتيا الجنوبية (التابعة لجورجيا) وأوسيتيا الشمالية (التابعة لروسيا)، حيث أن بينهما مضيق جبلي يعرف حالياً بـ “مضيق دار يال (Darial Gorge)”، يعتقد أن يأجوج ومأجوج كانوا جنوبه، في حين أن الفرس العلّان كانوا شماله. وكان الفرس العلان لا يكادون يفقهون قولاً ويتعرضون للغارات من الجنوبيين (يأجوج ومأجوج) بشكل مستمر ودموي.
كيفية خروجهم وكيفية هلاكهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَخْرِقُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجَعُوا فَسَتَحْفُرُونَهُ غَدًا، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ كَأَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفُرُونَهُ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَغْدُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَخْرِقُونَهُ، فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيُنَشِّفُونَ الْمِيَاهَ، وَيَتَحَصَّنَ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ وَفِيهَا كَهَيْئَةِ الدِّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ! فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا».
سيرسل الله تبارك وتعالى مطراً غزيراً إلى الأرض ليطهرها من يأجوج ومأجوج بعد أن يهلكهم جميعاً، و يأمر الأرض بزوال آثارهم منها، وترجع البركة للأرض مرة أخرى، وتنعم بالزرع الوفير والخير من جديد
Post a Comment