المجموعة الشمسية
المجموعة الشمسية
المجموعة الشمسيّة
النّظام الشّمسي أو المجموعة الشّمسيّة (Solar System) هي عبارة عن النّظام الذي يتكوّن من الشّمس، وكل ما يدور حولها، بما في ذلك الكواكب، والأقمار، والكُويكبات، والمُذنّبات والنيازك. وتُعتبر الشمس أكبر جُرمٍ سماويّ في المجموعة الشّمسيّة، وهي النّجم الذي يقع في مركز النّظام، ويربطه بجاذبيته، إذ تبلُغ كُتلة الشّمس حوالي 98% من كُتلة النّظام بأكمله، كما تُعتبر الشمس أصل الحياة على الأرض فهي مصدر الحرارة والضوء، كما يحوي النّظام الشّمسي سحابة رقيقة من الغاز والغُبار تُعرف بالوسط البين الكوكبيّ، كما أنّ للكواكب توابع يُطلق عليها الأقمار، وقد تمّ إحصاء عدد الأقمار في النّظام الشّمسيّ وقد بلغت 140 قمراً.
نشأة الكواكب والمجموعة الشمسيّة
توجد مجموعة من النظريات التي شرحت كيفيّة تكوّن المجموعة الشمسية، ولكن تعد (النظرية السديمية) أكثر نظرية اعتمد عليها العلماء في تحليل عوامل وأسباب تكوّن المجموعة الشمسية، وكواكبها.
النظرية السديمية: هي نسبة إلى مصطلح (السديم)؛ وهو غيمة مكونة من الصخور، والغبار الكوني، وتحتوي على معادن، مثل: الحديد والألمنيوم، وبفعل العوامل والتفاعلات الكيميائية الفضائية أدت إلى تصلب وتجمّد تلك المعادن، مما أدى إلى تكون الشمس كجزء من النظام السديمي، ومن ثم اتحدت باقي العناصر الكيميائية، لتكون الكواكب والنجوم الأخرى بالاعتماد على درجات الحرارة المختلفة التي اكتسبتها من الشمس باعتبارها العنصر الرئيسي في مدار المجموعة الشمسية.
ترتيبُ الكواكب حسب بعدها عن الشّمس
عددُ كواكب المجموعة الشّمسيّة هو ثمانية كواكب، ويأتي ترتيبها من الأقرب إلى الشّمس إلى الأبعد؛ عطارد، والزُّهرة، والأرض، والمريخ، والمُشتري، وزُحل، وأُورانوس، ثُمّ نبتون، وقد صُنّفت هذه الكواكب إلى: كواكب داخليّة صغيرة تُسمّى بالكواكب الصّخريّة (Terrestrial Planets)، وتحاط بحزامٍ من الكُويكبات، وتُشكّل معاً النّظام الشّمسيّ الدّاخلي، وتشمل كلاً من: عطارد، والزُّهرة، والأرض، والمريخ، وكواكب عمالقة غازيّة (Ice Giants) والتي تُحاط بحزام كايبر المُؤلّف من أجرام جليديّة، وتُشكّلُ معاً النّظام الشّمسي الخارجي، وتشمل كلاً من: المشتري، وزُحل، وأورانوس، ونبتون. وقد تمّ إقصاء كوكب بلوتو حيث تمّ تعريفه على أنّه كوكب قزم حسب تعريف الاتّحاد الفلكي الدّولي للكواكب IAU.
تتأثر حركة الكواكب والأجرام بجاذبيّة الشمس، حيث إنّ الكواكب الأقرب للشمس تتحرك بسرعة أكبر من الكواكب البعيدة، بسبب جاذبيّة الشمس، وتسمّى أقرب منطقة أو نقطة من الشمس بالحضيض، وأبعد منطقة أو نقطة بالأوج. ويشكّل كوكب الأرض الكوكب الثالث من حيث البعد عن الشمس، كما أنّها الكوكب الوحيد الذي عليه حياة، حيث إنّ وجود الماء بنسبة كبيرة عليها والمسافة بينها والشمس يجعلها صالحة للحياة.
لقد تم اللجوء إلى تصنيف كوكب المجموعة الشمسية حسب موقعها من الأرض والشمس إلى:
الكواكب الداخلية
وهي عطارد والزهرة، لدى جميع الكواكب الداخليّة غلافٌ جويّ، وهو رقيقٌ جداً (بحيثُ يكاد يكون معدوماً) في حالة عُطارد، بينما سميك جدّاً على كوكب الزُّهرة، فسمَاكة السُّحب في سماء الزهرة تتسبَّبُ باحتباسٍ حراريّ شديدٍ عليه، ولذلك فهو أسخنُ كوكب في المجموعة الشمسيّة؛ إذ تصلُ درجة الحرارة عند سطحه إلى 480 درجة مئويّة، وهو ما يَكفي لإذابة الرَّصاص الخام.
الكواكب الخارجية
وهي المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو. تقعُ هذه الكواكب وراء حزام الكويكبات، وحزام الكويكبات هو عبارةٌ عن منطقة بين كَوكَبَي المُشتري والمريخ، مملوءةٌ بأجسامٍ صخريّة صغيرة الحجم، بعضُها في حجم القمر تقريباً بينما لا يزيدُ قُطر بعضها عن بضعة أمتار. وعددُ الكواكب بالخارجيّة أربعة، هي: المُشتري، وزُحل، وأورانوس، ونبتون. تجتمعُ هذه الكواكب في عددٍ كبير من الصّفات، فهي كُلَّها عملاقةٌ جداً، بحيثُ يستطيع أكبرها (وهو المُشتري) أن يحتوي داخله جميع الكواكب الأُخرى مُجتمعة. وكلُّ الكواكب الخارجيّة ذات كثافة مُنخفضة جداً، والسَّببُ أنّها غازيّةُ التّكوين؛ فهذه الكواكب ليسَ لها سطحٌ صلب، ولا يُمكن لأي شخصٍ أو مركبة فضائيّة السيرُ عليها لأنَّها محضُ سُحُب عملاقةٍ من الغاز والغُبار، وهي تتكوَّنُ بمُعظمها من عُنصري الهيدروجين والهيليوم، إلا أنَّ في داخلها نوىً صغيرةً من الصّخور والمعادن، ويكونُ حجمها أقلَّ بمئات المرّات من حجم الكوكب.
بينما هناك تقسيمٌ آخر اعتماداً على حجم الكواكب وكتلتها:
الكواكب الأرضية: وهي الشبيهة بكوكب الأرض من حيث الحجم والكتلة، وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ وبلوتو.
الكواكب العملاقة (المشترية): وهي الشبيهة بالمشتري من حيث الكتلة والحجم وهي المشتري وزحل وأورانوس ونبتون.
يدور حول بعض هذه الكواكب قمر واحد أو أكثر من قمرٍ وبعضها لا يملك أقماراً؛ فالأرض مثلاً يدور حولها قمرٌ واحدٌ بينما كوكب المريخ مثلاً يملك قمران هما فوبوس وديموس، وكوكب الزهرة لا يملك أية أقمارٍ. كما أنّ بعض هذه الكواكب لديها غلاف جوي مثل الأرض، بينما كوكب عطارد لا يملك غلافاً جوياً وإنما تحيط به مجموعة ذرات غاز الهيدروجين والهيليوم مما يجعل سطحه شديد الحرارة نهاراً وشديد البرودة ليلاً.
كواكب المجموعة الشمسية
كوكب المريخ
هو الكوكب الرابع بُعداً عن الشمس، ويتميّز بمناخه البارد جداً، ولون قشرته الأحمر بسبب عواصف الغبار دائمة النشوء على سطحه، حيث يتكوّن هذا الغُبار من أكسيد الحديد الأحمر، ويتشابه كوكب المريخ مع الأرض بطبيعة العواصف الناشئة، ومظاهر السطح كالجبال والوديان والصخور، ويعتقد العلماء بوجود حياة قديمة على سطحه؛ فسطحه مُشتمل على الجليد الذي يُظن بأنّه كان ماء.
كوكب المشتري
هو الكوكب الأكبر حجماً في النظام الشمسي، وخامس الكواكب بُعداً عن الشمس، يتشكّل مناخ الكوكب بمعظمه من الغازات كالهيليوم والهيدروجين، وكنتيجة لذلك فإنّه يُظهر ألواناً طيفية مُختلفة عند النظر إليه، بالإضافة لذلك فإنّ المُشتري يتمتّع بمجال مغناطيسي قوي جداً، ويضم في مداره عشرات من الأقمار، ممّا يجعله يبدو وكأنّه نظام شمسي مُصغّر.
كوكب زُحل
يعتبر زُحل الكوكب السادس في الترتيب من حيث البُعد عن الشمس، ويشتهر بحلقاته الثلاث التي ما زال العلماء غير مُتأكّدين من كيفيّة وسبب تكوّنها، ويتشابه زُحل مع المُشتري بطبيعته الغازيّة، فيشكّل غازي الهيليوم والهيدروجين عنصريه الأساسيين، بالإضافة لامتلاكه العديد من الأقمار في مداره.
كوكب أورانوس
يتميّز هذا الكوكب السابع من كواكب المجموعة الشمسية بعدّة مُميّزات منها طريقته الأفقية الفريدة في الدوران حول الشمس، إلى جانب وجود حلقاته المتعامدة معه، ويظهر سطح أورانوس كمُحيط مائي ضخم، كما يُذكر بأنّ غيومه تُعتبر من أكثر الغيوم لمعاناً مقارنةً بباقي الكواكب.
كوكب نبتون
هو الكوكب الأخير من الكواكب الأساسية في المجموعة الشمسية، وهو الأكثر بُعداً عن الشمس والأرض، حيث إنّه من غير المُمكن مُشاهدته بالعين المُجرّدة، ويتشابه نبتون مع كوكب المُشتري بعدّة خصائص منها وجود بقعة كبيرة تحدث فيها الأعاصير والعواصف، كما يمتلك العديد من الأقمار، ويُحيط به بعض الحلقات التي يُعتقد بأنّها حديثة التكوّن بشكلٍ نسبي، ويتميّز عن باقي الكواكب باشتمال مناخه على أقوى الرياح.
كوكب عطارد
يوصف كوكب عُطارد بأنّه أصغر كواكب المجموعة الشمسية؛ فحجمه لا يتعدّى حجم القمر الأرضي سوى بالقليل، ويُعدّ الأقرب إلى الشمس ممّا يُظهر الشمس بحجم مُضاعف بنسبة ثلاث مرّات عند النظر إليها عن سطح عُطارد مُقارنةً بما تبدو عليه من سطح الأرض، بالإضافة لكونها ستبدو أكثر وهجاً بمقدار 11 ضعفاً.
كوكب الزهرة
وهو الكوكب الثاني بالترتيب من حيث المسافة بينه وبين الشمس، وأقرب الكواكب إلى كوكب الأرض من حيث المسافة والحجم والهيكل، ويتميز كوكب الزهرة عن باقي الكواكب بدورانه المُعاكس بالاتجاه، بالإضافة لاعتباره أكثر الكواكب سخونةً نظراً لما يؤديه غلافه السميك من تأثير حراري، ويُظهر شكل سطحه العديد من البراكين والجبال المشوهة.
كوكب الأرض
ويُصنّف كوكب الأرض بإعتباره ثالث الكواكب بُعداً عن الشمس، والخامس بين الكواكب من حيث الحجم، وتتميّز الأرض كذلك باعتبارها الكوكب الوحيد الذي يمتلك خصائص تُساعد على الحياة والعيش على سطحه، وعلى الرغم من أنّ كواكب المجموعة الشمسية إستمدّت أسماءها بالرجوع إلى أسماء الآلهة الرومانية واليونانية، إلّا أنّ تسمية الأرض جاءت من أصل إنجليزي ألماني كما يُشير معناها.
Post a Comment